ما نسيتُ أن أقول عن آمنة 

تمايلَتْ ولعبَتْ بَعْدَ ذاكَ أياماً
أسبوعينِ، ثلاثةً، في فستانِها.
لا خالتي تلمُهُ عن الحبلِِ
ولا يستجري أحد.

وددتُ لو أفُكُّ عنه ملاقطهُ
يأخذهُ العصفُ إلى من حيث يعصف.
زوجَ خالتي على كرسيِّهِ
عيناهُ ثابتتانِ عليهِ
لا أعرفُ إن كان يراها.

ركبتاها على الأرض

كفّاها على صدرها، قابضتانِ على الزوال.
كأنَّها مسيحيَّةٌ، وهو مسيحٌ، ولا ندري
إن كان هذا زوالُهُ أم زوالُ مَن.

“كانت تكلّمه”، قالت شاهدةٌ
“كأنَّهُ يسألُ، وهي تجيب”.
عيناهُ على وجهِها، فارداً ذراعيهِ
رجلاهُ مضمومتانِ
هذا الذي أتى، بروحِهِ التي تقدّسُها
من أبعدِ ما فيها.

يعلو آذانُ الصبحِ بعد قليلٍ
يقلبُون حولَهُ  كفوفَهم إلى السماءِ
دون نجمةٍ من الشرق.

إبنٌ يصعدُ وحده
ثكلى وحيدةٌ، شاهدونَ وحيدون.

عند قدميها

 أضربُ عالياً.
عليها أن تصغي إلى ما هو أخفضِ من ضرباتي
أن تنظرَ، مع كلّ نشرةٍ، إلى السماءِ
تتركَ ما في يدِها، في لحظةٍ، تحملني وتجري
تنزلُ الدرَجُ اثنتينِ اثنتينِ
ثلاثاً، إن استطاعت.

بكيتُ آنها، أخبرتْني.
مَدَدْتُ يديَّ، جسمي كُلَّهُ
إلى جهةِ الطنجرةِ والملعقتين.
كنت أريدُ، ربّما، أن أضربَ أعلى
أن أصيحَ بهم:
أبعدوا طائراتكم، إنّ أُمّي تنشرُ الغسيل.

جيران

بَنَى دارَهُعلى مفرقِ أغصانٍ
تُطِلُّ على مخبئنا.
يقفُ على بابِها
رأسُهُ مع كُلّ حركةٍ أو صوت.
أقولُ لها أنظري، ما أجملهُ
تقولُ أنتَ 
  أجملُ، فأكادُ أطير.

صار جارنا وصاحبنا.
نسرقُ لهُ قمحاً وذُرةً، يأتي وينقد.
نشقُّ لهُ البابَ يدخلُ
يُنَقِّلُ وجهَهُ بيننا، ينظرُ إلى كُلّ شيء.

حين سمعنا أصواتهم تقتربُ
تزأرُ اسمينا
كان واقفاً على يدِ البابِ الذي نهربُ منه.
ليس هو، طبعاً، من وشَى بنا.

التجهيزات السريعة

الدروس التي نراجعها
قبل أن يصلوا
التفاصيلُ الصغيرةُ المُسَنَّنةُ.

ستكونُ عبرَ الأرضِ
طريقُ من يصعدُ مِنِّا إلى السماءِ
كالمعتاد.
أيُّ تفسيرٍ لهذِهِ الغرابةِ
الغرابةِ التي لم نجد بعدُ شرحاً لشواهِدِها
سوف يمنحُ خطْوَنا وراءَهُ
ذاك الذي يصعد، ضوءاً بسيطاً
كالذي يحفرُ المحاصرونَ نَفَقَاً عليه.